ما مللت الانتظار؛ لا عند قارعة الطريق، ولا من دموعي الجاريات... ظننت أنّي قد سكبت حزني كلّه بين يديك وفي ذكراك، ولكني تفاجأت بفيض الحزن يكبُر، وأن السيل ما بلغ الزبى، وأن روحك مازالت تسكن فيّ، وما غادرتني، وما بعُدت عني، وما فارقت دموع العين، ولا خَلَجات القلب، ولكنها ظلّت بين الرمش والرمش... *** قلت هزّ الرمشين بذكرى واحدة تُساقط علينا ذكريات عديدة.. فلا لوعة ولا نزيف دموع، ولا جرح، ولا جروح، ولا ماء، ولا نار تطفئ لهيب جرحي المكنون! *** انسلّت مني هناك بلحظات الوجد دموعاً جاريات. هالها الفراق؛ فلكأن العمر بات لا يساوي البقاء؛ والرحيل انفجار حزن وتكثيف حضور وغياب كأنه ما كان. *** إقرأ عليّ سِفر طيبتك، لأتدثّر بيديك المرتجفتين؛ كي أحمل روحي منتظراً عند كل قارعة طريق علّها توصلني إليك... أو تأخذني إلى حيث أنت.. إلى حيث تتوسّلني الذاكرة المُحتضرة على نعشي المثقل بالأيام السوداء والروح اليابسة. حيث أبحث عن وطن في الخيال، يدميني، يُلقيني، وينزع من عينيّ توهج النور وغضب الروح.. ولن أجد من دونك من يعينني أو يبكيني!! *** لم أبدّل عن حبك ولن أبدّل؛ وهل يختار العاشق أين يُقتل أو أين يموت؟! فعلى غير صدرك ما تمنيت الموت، ولا تمنيت أن يُقطف العمر إلا لأجل عينيك. *** كم بحثت عنك.. وكم يحثت عنّي!! كم سُقيت الجراح!! وكم أغوتني الورود وكم غرزت فيّ أشواكها!! يا ساكناً ظلّي والعيون، وأخذنا منك ثواني عمرك وما لبثت تقول: خذوا المزيد، خذوا المزيد!!
*مهداة للفقيد الوالد محمد أبو الغزلان في ذكراه الثانية
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق